شارع الدكتور عبد العزيز المقالح....!!!
من لا يقدر مبدعيه لا يعيش عصره ولا مستقبل له, و وطناً لا يكرم رموزه لا أمل له في الرقي والتقدم.
* في مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية ... المدينة التاريخية التي تحتضن في جوفها وسهولها وجبالها عبق التاريخ وملاحم البطولة والفداء, صنعاء أرض البطولات والسبعين يوما وثورة 26 سبتمبر و 14 اكتوبر والوحدة اليمنية, صنعاء المدينة, الحاضر مكان أزال التاريخ مقر قصر غمدان, صنعاء ...... الخ.
هذه المدينة بكل ما لها وبها من مقومات عبر الزمان أصبحت لا تعرف شوارعها وأحيائها إلا بالرقم, أو لنقول أن عبق التاريخ لهذه المدينة أخذ فجأة يخفت فيتحول إلى رقم (عددي), صحيح ان الرقم هام في حياتنا المعاصرة, لكنه بدون طعم أو لون, أي (ماسج) المذاق, فعندما يقل ملح الطعام, وتنعدم الفلافل والبهارات وتخلوا الوجبة منها قد يدفع ذلك من يأَكل الطعام إلى (القي) بدلا من التلذذ بمذاقه... وهذا ما يمكن أن يحل بصنعاء. عندما تعرف شوارعها بالأرقام ( شارع 20, و15, و24, و الستين, و45, وشارع 50) وكأن الرجال والنساء ممن يستحقون التقدير منا انعدموا.
صحيح ان بعض الشوارع قد حملت أسماء بعض الشهداء والمناضلين وهي لفته تستحق التقدير , لكن ماتزال الكثير من الشوارع تحمل ارقاما , وقد ان الاوان لأن تحمل اسماء أعلام, فنقول أن شارع رقم ... هو شارع الشهيد (...) وشارع (المناضل ...) و (شارع الأديب...).
لاسيما وأن الأرقام لا تعطينا معنى أو مدلول اجتماعي أو ثقافي ومعرفي, بل لا تعمل على إيجاد تراكم وجداني لدى الأجيال ألبته, ذاك التراكم الذي يربط النشء بحب الوطن, ويذيب الذات الفردية والجسدية بتراب الأرض والإنسان, وهو ما نحتاجه ألان في ظل التمزق الوجداني الذي يعيشه الشباب والنشء حاليا في تحديد الهوية الوطنية.
لقد كرمنا الأعداد والأرقام في صنعاء التاريخ, حتى الرقم (صفر) أعطيناه حقه من التكريم, وهو العدم أو اللاشيء , لكننا تجاهلنا الإنسان, الإنسان الذي أوجد أو تعرف على الرقم (صفر), وتكريم الرقم (صفر) شي جميل ويدل على حبنا للرقم لكنه لا يدل على حبنا للأوطان, فشوارع الأوطان لا تعرف بالأرقام وإنما بالرموز التي تستفيد منها الأوطان.
فالرموز والأعلام هي التي نستمد منها هويتنا الوطنية, وثقافتنا الجمعية, بل وتعطينا مدلولا رمزيا مجسدا بنماذج القدوة, وليس الرقم ..... والرقم .... وشارع رقم ...
ان شارعا يحمل الرقم (50) ماذا يمكنه أن يضيف للهوية الوطنية؟ والثقافية؟, بينما شارعا يحمل اسم الدكتور/ عبد العزيز المقالح يمكنه أن يضيف للهوية الوطنية واليمنية الشيء الكثير والكثير, وربما يكون صناع القرار أكثر وعيا ومعرفة وإدراكا بهذه الإضافات وباستحقاق الدكتور عبد العزيز المقالح في ذلك بدلا من الرقم (50) وبما قدمه لليمن والنظام الجمهوري والثقافة اليمنية والعربية والإنسانية أكثر مني.
إذن .. آما آن الأوان أن تكرم هذه القامة بشارع يحمل اسم شارع الدكتور عبد العزيز المقالح .....!!!
....؟
د/ عبد الله مُعـمـــر الحكيمي
أستاذ علم الاجتماع المشارك
جامعة صنعاء
10يناير 2011م
______________________________________________________________
الثورة الثقافي صنعاء الاثنين 10يناير 2011