/ حوارات
أ.د/ عبدالله معمر ألحكيمي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء
االدكتور الحكيمى :ـ على صالح ليس كل اليمن والجانب الاقتصادي احد عوامل قيام ثورة الشباب
23/03/2011 13:48:38
حاورة :ـ رشيد الحداد
الثورة وما بعد الثورة والأسباب الحقيقية التي أشعلت فتيل الثورة أحداث متسارعة التي أنتجت أكثر من سؤال فرض نفسه على الجميع تلك الأسئلة وغيرها وضعناها على الأستاذ الدكتور/ عبدالله معمر الحكيمي أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء والذي فسر ما يدور في أرض الواقع واستشرف المستقبل ووضع أكثر من سؤال وأكثر من إجابة في نفس الوقت إلى تفاصيل الحوار ...
< كيف ترى دكتور عبدالله المشهد الحالي؟
<< المشهد الحالي الوضع السياسي معروف ومحتقن لأبعد الحدود وهذا الاحتقان نتيجة تراكمات رحلت من الماضي ولا يوجد لدينا مخرج سوى ثورة الشباب وإلى الأمام .
< في حالة وجود وساطة ترضي كل الأطراف هل سيتم التراجع ؟
<< التراجع حسب ما أرى أصبح صعباً خصوصاً بعد ما حدث في 18/3/2011م فهناك 60قتيل والعدد مرشح للزيادة لأن نفسية الشباب حسب ما نرى يعتبر الحوار خيانة للشهداء .
< ما هو رأيك حول النزيف للحزب الحاكم؟
<< القضية ليست قضية الحزب الحاكم والمسألة مسألة حقوق وحريات فهناك من ليس لهم حقوق وآخرون يسلبون هذه الحقوق ونجم عن ذلك نوع من الصراع وليست القضية مؤتمر ومعارضة وإنما ناس يبحثون عن حقوق المواطنة وأخرون يسلبونها .
<ولكن هناك قيادات من الحزب الحاكم؟
<< هناك قيادات من الحزب الحاكم مهضومة فليس كل الناس يحصلون على حقوقهم بشكل متساوي حتى ولو كانوا في القيادات.
< أنت عضو مؤتمري هل قدمت استقالتك؟
<< أنا عضو في المؤتمر الشعبي العام في فرع الجامعة واستقالتي لن تفني شيء وإنما الهدف الأساسي هو الحق المتساوي لمواطني الجمهورية اليمنية من صعده إلى المهرة .. هذا هو الحق الذي نبحث عنه .
< تراجعت في الآونة الأخيرة دعوات الانفصال هل شكل ذلك دافع لثورة الشباب ؟
<< هذا صحيح ويسمى هذا بالعقل الجمعي الذي وحد جميع أبناء الوطن في هدف واحد هو هدف التغيير، وقبل التغيير كان هناك نزعات فردية وجزئية لبعض الفئات وكل فئة لها مطالبها والآن هناك ما يأخذ جميع تلك المطالب في اتجاه واحد والممثل بالتغيير والذي أعطى دافع كبير وقبل التغيير كان هناك إحباط بين جميع الناس ولذلك كانت النزعات فردية وعند ما يوجد هدف أعلى الناس دائماً تتواجد في سبيل الهدف الأعلى لأن الرغبة في ذوبان المطالبات الجزئية تأتي بالمطالب الكلية وإذا تحققت المطالب الكلية عند العقل الجمعي للناس ستحقق لنا المطالب الجزئية .
< هناك انسجام بين المجتمع المدني والقبلي كيف ترى ذلك؟
<< القبيلة هي جزء من الواقع وليس الكل وعندما يوجد الكل يذوب الجزء دائماً في أطارة القبيلة إذا وجد مجتمع مدني وجدت حقوق متساوية لجميع الناس ، بالتأكيد ستذوب القبيلة في هذا الإطار لأن مطلب القبيلة هو مطلبً جزئي والرغبة في تحقيق أشياء معينة من خلال القبيلة وإذا تحققت من اللاقبلية أو الجهات الأخرى ستذوب القبيلة ولذلك نحن لا نستغرب الآن فمجتمع صنعاء 2011م غير مجتمع صنعاء 48م وقبيلة اليمن 48م غير قبيلة اليمن 2011م ولذلك فنحن في مجتمعات متغيرة وثقافة متغيرة ووسائل اتصال وتواصل متغيرة ولذلك لا نخشى على القبيلة من المجتمع ولا على المجتمع من القبيلة لأن القبيلة هي جزء من المجتمع والمجتمع هو جزء من القبيلة .
< هل كان لانضمام القبائل اليمنية دافع كبير وصمام أمان للثورة ؟
<< يعتبر صمام أمان لسبب واحد هو أن من يوجد في السلطة يروج باستخدام القبيلة كورقة ، ودخول القبيلة بهذا الشكل أسقط الورقة القبلية وبالتالي فالقبيلة هي جزء من المجتمع والهم مشترك بين الجميع .
اعتقد إن المظالم وحدت الناس فوجد الهدف الذي فرض على أبناء القبيلة أن تسقط كل ترسبات الماضي الثأري وأن تتوحد وتتعايش في مخيم واحد.
< هل مظالم النظام وحدت المجتمع القبلي والمدني ؟ ودفعت القبيلة إلى تجاوز مشاكلها الداخلية وتلتحق بالثورة ؟
<< بالتأكيد لأن الهم الأكبر هو الهدف ، وهم القبيلة من هم المجتمع ولذلك عندما يذوب الجزء في الكل تصبح الأمور موحدة بين الناس ولذلك لا نخشى من المسائل الصغيرة أو الأوراق الأخرى كلها ولكن إذا وجدت دولة مدنية حديثة ونحقق المواطنة المتساوية ودولة القانون كل شيء سيذوب لأن غياب الدولة المدنية الحديثة هو الذي يدفع القبيلة إلى العرف والثأر .
< ماذا بعد علي عبدالله صالح ؟
<< علي عبدالله صالح ليس الوحيد القادر على حكم اليمن فكل أم يمنية ستنجب علي عبدالله صالح ولا تزال المرأة اليمنية قادرة على الإنجاب والوطن الذي أوجد علي عبدالله صالح سيولد ألف علي عبدالله صالح. ولا نختزل الوطن بأفراد وأسماء فالوطن أكبر من الأفراد وبالتالي لا نعتبر هذه الأوراق هي الحدود الفاصلة. بالأمس سقط60شهيداً والأم اليمنية ستنجب عشرات الشهداء إن لم يسيطر العقل على من هم في السلطة وأن يعترفوا بالآخرين فعدم الاعتراف بالآخر هو الذي وصل الأمور إلى هذه الدرجة من الاحتقان ومن القتل والدماء التي لا تسر أحد ولكن الدماء أحياناً مطلوبة من أجل التغيير ونحن مع الشباب بكل ما نستطيع فهم بدؤوا ونحن إلى جانبهم حتى آخر لحظة .
< يادكتور هل نحن نعيش في ظل احتلال حتى ندفع فاتورة التغيير دماء؟
<< ما يحدث الآن من مطالب في هذه اللحظة هي نفس المطالب التي قدمت للأمام يحيى في عام 1936م وبدأت توجه من مجموعة من الشخصيات الوطنية داخل هذا الوطن من خلال مذكرات للإمام يحيى ومن بعده أحمد ثم في أيام الثورة وما بعد الثورة ظلت نفس المطالب تتلخص بشيء واحد وهو حقوق المواطنة المتساوية للجميع ونحن الأن في 2011م نبحث عن نفس المطالب.
< هل يمكن القول أن الزمن قد توقف ؟
<< يمكن القول أن الزمن السياسي توقف وأن الثورة اليمنية سرقت في يوم من الأيام بسبب واحد وهو أنها لم تضع أهداف مستقبلية وإنما أهداف آنية والأهداف الآنية تسقط دائماً في لحظة من اللحظات إنما الأهداف المستقبلية هي التي تضل ثابتة في هذه الأيام ونتمنى أن تكون لثورة الشباب أهداف مستقبلية تتلخص بحقوق المواطنة المتساوية لجميع أبناء الوطن وربما في هذه الحالة ننشد مجتمع أفضل في ظل حياة سياسية وثقافية أفضل مما نعايشه الآن .
< قلتم أن الثورة 26سبتمبر سرقت فماذا عن ثورة الشباب ؟
<< لا أعتقد أن نفس السيناريو مع الشباب سيتكرر ولذلك نحن سنظل من وراء الشباب نوجه ونرشد كل ما طلب منا هذا ، لذلك نحن مطالبين مع الشباب في المقدمة في هذه المرحلة أن نوجد وضع أفضل لهذا البلد وحقوق المواطنة المتساوية هي الأهم ، وللأسف نحن نبحث الآن عن ثوار 26سبتمبر أين نجدهم وكيف نعرفهم لازالت قبورهم مجهولة والشوارع في العاصمة معروفة بالأرقام وليس بأسماء الأعلام كيف يمكن أن نعرف أسماء هؤلاء الناس الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الثورة؟؟ هذا هو الانسلاب الحقيقي لأهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر والوحدة.
< هناك من يتهم الحزب الحاكم بالالتفاف على الجمهورية وعلى أهدافها؟
<< عادةً الأنظمة السياسية في أي بلد والحكام هم الذين يتحملون مسؤولية هذا الإجهاض فهم يمتلكون الثروة والمال ويستخدمون هذه الموارد لمصالح ذاتية ولذلك هم الذين يتحملون هذا الإجهاض .
< هل كان للجانب الاقتصادي دور في ثورة الشباب الحالية ؟
<< ليس الجانب الاقتصادي هو الأساس وإنما مسألة الكرامة وقد يكون الجانب الاقتصادي قد لعب دور جزئي في لحظة من اللحظات ولكنه لم يكن الهدف الأساسي وإنما الهدف الأساسي هو الكرامة وحقوق المواطنة المتساوية .
< بماذا تنصح الشباب ؟
<< انصح الشباب بالاستمرار فلا يوجد شيء ولا مخرج أمامهم غير الاستمرار وأن خرجوا من هذه الساحة دون تحقيق مطالبهم ينتهون ضمنياً ولن يعيشوا يوماً واحداً في ظل سلطة قمعية بوليسية تنتهك حتى حقوق الأطفال .
< هناك مخاوف من استحواذ تيار معين على الثورة خصوصاً بعد إعلان اللواء علي محسن الأحمر الانضمام إلى الشباب؟
<< أولاً الثورة ثورة شعب بأكمله ولا خوف عليها طالما والشباب هم قادتها ولديهم من الوعي ما يفوق أي محاولة للاستحواذ عليها من قبل أي شخص أو جماعة ، وأعتقد أن الطريق المستقبلي للثورة مرسومة بصورة واضحة في أذهانهم وأياً كانت الأسباب التي دفعت علي محسن للانضمام للثورة فالثورة محصنة بشبابها ، ولا داعي للخوف عليها .
< هل تعتقد أن الحكومة اليمنية حكومة دينية ؟ سيما وأن الإصلاح حزب كبير في الساحة وقواعده عريضة ؟
<< النظام السياسي الدستوري برئيس وزراء له صلاحيات تنفيذية ورئيس جمهورية شرفي ، وفصل كامل للسلطات واستقلال القضاء وجيش وطني قوي للدفاع عن الوطن برئاسة أركان .
< والنظام الرئاسي ؟
<< النظام الرئاسي سيفرغ الثورة من مضمونها وسيشكل مصدراً خطراً وإذا ظل النظام رئاسي يمكن أن يلتف على المؤسسات الدستورية وتدخل نفس الدائرة وهذا هو الذي لا يمكن للشباب القبول به .
< دكتور عبدالله التحول من نظام إلى آخر يتطلب وقت ؟
<< لا .. المسالة بحاجة لوعي ناضج وهو ما يتوفر الآن لدى الشباب في الثورة ولايحتاج لمدة زمنية طويلة
< يعني سيتطلب الأمر وقت زمني ؟
<< قصير وقصير جداً ... فثورة الشباب أعطت دروس غاية في الأهمية وقدمت نموذجاً فريداً من نوعه للعالم أجمع فالفرد اليمني الذي كان لا يترك سلاحه أبداً ولا يخرج من منزلة بدونه يترك سلاحة ويهتف في الميادين العامة بدون سلاح "سلمية سلمية"
http://aleqtisadnews.net/index.php?ac=3&no=457&d_f=105&t_f=0&t=5&lang_in=Ar