الا يكفي هذا الانحدار لإنقاذ جامعة صنعاء؟!!!

الخميس، 7 يوليو 2011

ثورة الشباب بين الأزمة السياسية والعقاب الجماعي

الحكيمي:   ثورة الشباب بين الأزمة السياسية والعقاب الجماعي



كتب/د.عبد الله مُعمر الحكيمي     في صحيفة الوسط  الأربعاء , 6 يوليو 2011 م

العقاب الجماعي أسلوب من أساليب السلطة اليمنية في عقاب الشعب لأنه ثار على النظام القائم وأراد ان يغير الحاكم, والمتمثل في إعدام المواد النفطية وانقطاع التيار الكهربائي بصورة دائمة وتلك هي الآليات لهذا العقاب, لكن النظام لم يفرق في عقابه هذا بين المؤيدين له والثائرين عليه, في استخدام الأسلوب العام والشامل فإذا كان هذا العقاب لمن يريد إسقاطه فهذا شيء مفهوم وواضح لنا في أسبابه, أما المؤيدون للنظام فلماذا يعاقبون.... مجرد تساؤل نجد الاجابه عليه لا تخرج عن احتمالين: الأول: ان النظام يعي جيدا أن لا أنصار له في الشارع اليمني مطلقا, وأن من يستخدمهم للقيام بمهام تأييد إنما هم من النوع الانتهازي أو ممن ينطبق عليهم قول الأثر العربي (سيفي مع معاوية وقلبي مع علي) لذا يدرجون ضمن العقاب الجماعي بحكم أن الولاء ليس كاملا وصادقا.. أما ثانيا: فالنظام لا يثق ولا يحترم من يقف معه مقابل الدفع المسبق انطلاقا من فكرة تدرج وتراتب الولاء .. وهنا يكون العامة من الشعب ضمن الدائرة الأخيرة لمسألة الولاء حسب تصنيفات النظام. وبالتالي فلا مكانة لهم لدى النظام باعتبارهم بايعي الضمير وخارجين عن القيم الأخلاقية لمسألة الولاء. كونهم مشترون من قبله بحفنة من الفلوس وبالتالي يستحقون العقاب شأنهم شأن الثائرين على النظام. وهو اسلوب خاص بالسلطة اليمنية لعقاب الشعب اليمني وتطلعاته المستقبلية في السير نحو الحرية والحياة الكريمة, فمن امتهان آدمية الشباب في الساحات الى العقاب الجماعي في المواد الضرورية الى حرمان الاطفال من متعة مشاهدة مسلسلاتهم.
و يدخل إطفاء الكهرباء هذه الأيام كنوع من العقاب الجماعي ضمن الجرائم ضد الإنسانية ويعزز ذلك استمرار الإطفاء أثناء عملية الامتحانات العامة فالمبدأ الإنساني يقول علينا ان نوفر جوا هادئا ومناسبا لامتحانات أبنائنا الطلاب, أما أن نزيد من امتهان أدمية أبنائنا فهذا أمر يضع وزير التربية في مقدمة المتهمين بهذه الجرائم لإصراره على امتحان الطلاب وسط الرصاص والظلام وارتفاع تكلفة المواصلات, واختفاء الغاز والبترول والجاز والديزل.

يبدو ان الامر وصل الى نقطة اللاحسم أو الى مرحلة الانهاك لجميع الاطراف, بما فيها النظام والذي وصل من الضعف - وان كان ضعيفاً أصلا - بحيث أنه لم يعد قادرا على إعادة الأمور إلى ما قبل فبراير 2011م. وساحات لا تستطيع ان تحقق الأهداف التي خرج الشباب من اجلها.

وسط حسابات إقليمية ودولية تعتقد بأن الثورات الشعبية يجب أن تموت في اليمن حتى لا تفكر بقية الشعوب المجاورة بنفس الأسلوب ويرجع هذا لأهمية النموذج الذي قدمه ثوار اليمن بمبادئهم السلمية من حيث الأسلوب والمضمون البشري اليوم, فقوة البناء القبلي وانتشار السلاح ووجوده في أيدي الناس بكثافة, وانتشار الثارات بين الجماعات وحتى في إطار القبيلة الواحدة وضعف تشكل المجتمع المدني منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى الآن. مع وجود مؤسسة عسكرية تدين بالولاء للأفراد وليس للوطن والشعب. في مجتمع انقسامي يعاني أفراده وجماعاته من التشظي الداخلي على مستوى الجماعات والافراد داخل المنطقة الجغرافية الصغيرة, ومحيط اقليمي يعاني من التكلس السياسي في بنيته الداخلية ومنظومة العلاقة بين النخب السياسية والمجتمعات المحلية, وبالتالي فان نجاح ثورة اليمن على أساس ثورة وليس أزمة سيشكل نموذجا فريدا يلهم الانسانية والشعوب الساعية الى الحرية عاجلا أو أجلا, لذا يسعى المحيط الاقليمي الى إخراجها بنجاح على أنها أزمة وليست ثورة. على اعتبارأن ذلك سيخفف من الاستلهام الاجتماعي من قبل شعوبها لثورة اليمن الشبابية الشعببية.

وبالتالي يضع في حسباته هذا التأثير في أسلوب العلاقة في تعامله مع الشعب اليمني من خلال هذا التأثير المتناغم مع اتجاهات وقوة وسرعة التأثير المتوقع من اليمن تجاه تلك المجتمعات لهذا يسير الاتجاه الآن الى التعتيم التام على صحة رئيس الجمهورية ومرافقيه من قادة الدولة فيما يتداول الشعب ثلاث اتجاهات متنافرة تماما من الأخبار عن وضعه الصحي.

فالاتجاه السعودي الغامض تماما ينطلق من حجة الضيافة وشروط الاستضافة لرئيس دولة ومجموعة من كبار مسئولي الدولة, والموقف الدولي وهو الثاني: والمتمثل في المطالبة بنقل السلطات بأسلوب سلس, دون أي اشارات لذكر صحة رئيس الدولة, في الوقت الذي يشير القسم الثالث في هذا الاتجاه الدولي الى أن رئيس الدولة قد مات يوم الاثنين 13 يونيو2011م من خلال التسريبات الاعلامية وأذكر هنا بما أوردته قناة 24 الفرنسية, والموساد الاسرائيلي. وكذا بعض المواقع الالكترونية الدولية.

أما الاتجاه الثالث هم الطرش في الزفة ونقصد بهم المصادر الرئيسة في السلطة اليمنية, والمتمثل في تلك التصريحات للبعض في وسائل الاعلام والتي تشير الى أن الرئيس في غرفة المكياج والله يعلم متى ينتهي من هذا المكياج. وهذا استخفاف بالشعب اليمني أكثر من أي شيء آخر.

لكن ضمن هذه المجموعة يوجد معنا الطرش فاتحي الفم دائريا (اللقاء المشترك) والذين لم يعيدوا الفتحة الدائرية الى وضعها الطبيعي منذ 3يونيو2011م وحتى الآن ليكلفوا أنفسهم عناء اصدار بيان على الأقل يطالبون فيه معرفة الوضع الصحي لرئيس الدولة ومن مصدر طبي وكأن الامر لا يعنيهم مطلقا.

في الوقت الذي نعرف جميعا أن رئيس أي دولة هو شخصية عامة وبالتالي من حق شعبه أن يقف على وضعه الصحي بصورة دائمة وأولا بأول ان كان هناك أدنى حد من الاحترام للشعب لكن يبدو اننا في سلطة لا تحترم شعبها بل تستخف به الى أبعد حد من الاستخفاف والمهانة في وضع الحقيقة الاعلامية بين يديه عن صحة حاكمه.
أمام هذا الوضع نجد الآن شباب الثورة والساحات ومن خلفهم كل الثائرين الفئة الاكثر قدرة على التجدد التلقائي والسريع ايضا والذي نرى ان لديها آلية الحسم والخروج بالجميع من دائرة الحلقة المفرغة. كونها القوى الاكثر قدرة على حشد قوتها والاكثر قدرة أيضا على التجدد والتفعيل المستقبلي في فرض الارادة الثورية وتحقيق الاهداف الثورية. وان كانت أقل تنظيماً في ظل هيمنة للقوى السياسية في قيادة الاحزاب.

صحيح أن الساحات منهكة سيما وان الشباب في خيمهم زادت مدتها عن أربعة أشهر وهي القوى التي تلقت قمعا أشد وحشية وقسوة. لكن حيويتها متجددة.
أما كيف فسنترك ذلك الى الاسبوع القادم

*أستاذ علم الاجتماع المشارك-كلية الآداب جامعة صنعاء

http://www.alwasat-ye.net/index.php?action=showDetails&id=3709


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق