الا يكفي هذا الانحدار لإنقاذ جامعة صنعاء؟!!!

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

13- ملاحظات أولية في الهوية الوطنية....!!!!


ملاحظات أولية في الهوية الوطنية....!!!!

د/ عبد الله معـمــــر


 لست ممن يفظلون النقد المؤدي الى الهدم، ونكران ما انتجه الأخرون من أراء وافكار.مهما كانت درجة اختلافي مع الاخر.
لذا سأتجه الى طرح ما أراه ضروريا في تكريس الهوية الثقافية والعمل على تجسيدها والحفاظ عليها. والتي تبدا اولا من غرس فكرة الانتماء للوطن. فالشعور بالانتماء يرفع من عملية الاحساس والارتباط الوجداني بين كل من الفرد والمكان الجغرافي لتكوين الذات الواحدة، وهو ما يعزز من فكرة الهوية. كون الاحساس بالانتماء المصدر المجسد للهوية الوطنية أو الثقافية، والتي تبدأ من خلال ابراز التراث والتاريخ اليمني ، كونه المجسد للهوية والرافد الاساس لعمليتي الهوية والانتماء، بالاضافة الى أنه أكثر أهمية في توحيد الاجيال، وتقوية الاحساس بالانتماء. ومعها تزول تلك الصيغ المتناقضة التي تتشكل منها هويتنا الحالية.
وباستعراضنا لقائمة أسماء من حكموا اليمن على مدى عدة مئات من السنين يبرز لنا فكرة تكريس الولاء الاسري أو القبلي حتى لدى الحكام، وربما يكون (على عبدالله صالح) الحاكم الوحيد الذي يعير البعد الوطني لهوية الانتماء دون غيره ممن حكموا اليمن فعدم استخدامه لقب قبلي أو أسري في الاسم يدل دلالة واضحة على أن فكرة الانتماء والهوية لديه تجسيدا لوطن بأسرة وليس لجزء منه.
* ان ما يصيغ ثقافتنا الوطنية الحالية مجموعة من المتناقضات المتداخلة الغير متجانسه أو منسجمة مع بعضها البعض (قيم دينية، ولاء للجماعة أو القبيلة، مؤثرات خارجية تعمل على اضعاف المكون الداخلي لأى ثقافة خاصة بالمجتمع أو الأمة تسعى من خلاله لبلورة نقيض من الثقافات لا تؤدي الى ايجاد تراكم ثقافي يجسد الهوية الوطنية.
* وان ما يجسد الانتماء الأسري أو القبلي. لعله الشاهد الأكثر وضوحا في هذا وما يلاحظ من ضرورة استخدام الألقاب في الأسماء والتي تدلنا بوضوح على أن الهوية القبلية والأسرية أكثر قوة وسيطرة علينا من الهوية الوطنية، الامر الذي يجعلنا نتعامل مع الذات الفردية على انها أساس، أو أصل في الانتماء بينماء الذات الجمعية أقل أهمية أو فرع لها مما يؤدي الى ايجاد خلل في معطيات الهوية الثقافية ويبرز ذلك واضحا في المخرجات الحالية للهوية الثقافية اليمنية.
* ويكاد المنهج التعليمي للمراحل الاولي ان يكون خاليا من المعطيات الاولية التي تكرس فكرتي الانتماء والهوية، وبالتالي تخلق مكونا ثقافيا  لايجسد الهوية الوطنية والثقافية الواحدة للمجتمع.
الامر الذي يجعلنا نشدد على أن أول وأهم عوامل التماسك  الاجتماعي والوطني يكمن: في تنمية ثقافة وطنية, تنمي في الشباب روح الانتماء للوطن وأهمية الدفاع عنه. وتعريفه بتراثنا الثقافي، وبرموزنا الوطنية والعربية.
وبالتالي فان تجسيد هوية خاصة بالذات اليمنية الجماعية يتطلب منا الأتي:
-      اعادة القراءة الفاحصة للتراث والتاريخ اليمني القديم واستخلاص ما يعمل على تجسيد الهوية الثقافية.
-      اعادة فحص اسهامات اليمنيين في نشر الحضارة الانسانية والنظر اليه من خلال تجسيد الهوية الثقافية اليمنية المعاصرة.
-      استخلاص مكونات الهوية الوطنية من خلال قيم المجتمع وعاداته وكذا مضمون الثقافة الشعبية.
-      العمل على اذابة الولاء الجزئي للجماعة أو القبيلة أو المنطقة وتجسيد فكرة الانتماء للوطن بكل مضامينه بدلا عنه.
* ان احزابنا السياسية تفتقد أصلا للهوية الوطنية الثقافية، التى تعتمد عليها في عملها، مما يجعلها تبتعد عن ملامسة قضايا اجتماعية وذات صلة بتكريس الهوية الوطنية والثقافية، كالاهتمام بالمؤسسات الثقافية وتعليم الكبار واحياء التراث الثقافي ..... الخ. 
* وافتقاد هذه الاحزاب للهوية الوطنية الثقافية اليمنية يجعل تفاعلها مع قضايا الوطن الاجتماعية، أو بصورة أدق قضايا الوطن البعيدة عن المحور السياسي أقل اهتماما من قبلها من تلك القضايا التي ترتبط بالبعد السياسي وصراعاته المختلفة، الأمر الذي لا يفقدها المساهمة في بناء الهوية الوطنية والثقافية وحسب، بل يفقدها مشروعية العمل في اطار هوية ثقافية وطنية تكون داعمة لها.
* ان نظرة الأحزاب السياسية للهوية الثقافة والوطنية تختلف باختلاف المنطلقات النظرية والايديولوجية لكل حزب، فمن البعد الديني والاسلامي الى فكرة القومية العروبية الى مسالة الاشتراكية، والاشتراكية الديمقراطية، الى تمجيد الجماعة أو الاسرة والفئة، وكلها معايير لاتجسد مسألة الهوية الوطنية.
* وعدم وضوح الرؤية لديها (الاحزاب) يعود الى بنيتها التنظيمية الداخلية، التى يغلب عليها الطابع المناطقي والعشائري... وهذا ما يساعد على تفكيك الهوية الوطنية...فالشعور بالانتماء للوطن والامة والولاء لهما يعد أمرا جوهريا، لحل التناقضات الفكرية التي تمزق وعي الشباب وتكرس فيهم الأساء من المستقبل وعدم الثقة بالذات.
 كما ان فكرة الهوية الوطنية تبدأ عندما نبدأ في التعامل مع مجسدات خلق الشخصية الوطنية، وتنميتها من خلال تقدير كل ما ينمي الهوية والشعور بها، اما من خلال الرموز الفردية، أو من خلال تنمية........ الشعور بالانتماء للوطن. 

ــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحق الثورة الاسبوعي (الثورة الثقافي) عدد(16784) في 25/10/2010


هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    لقد قرات كتابي الشيخ عبدلله الحكيمي وهم دين الله واحد وكدا دعوة الاحرار الا اني لم اتمكن من الحصول على كتاب اﻻسئله واﻻجوبه فادا كانت هناك امكانيه من الحصول على نسخة من هدا الكتاب فسنكون شاكرين لكم ..
    المحامي لطفي سهل سعيد
    عدن
    جوال 738790207
    ايميل al.mohame@yahoo.com

    ردحذف